قصيده الشوق والحنين
أنا طفلٌ ضائعٌ
باحثٌ عن أمٍ ...عن صدرِ واسعِ...
عن وطنٍ...
لم أقترف يوماً ذنباً
لكنني أغمضت عينيّ فترةً
من الزمن
لأجدني غارقاً في الأخطاء
والمحن
حتى ولادتي كانت ذنباً
ما أقترفته
ولا صنعته
لكنني أحمل وزره
أنا ما أخترت
ولا قررت ولا خططت
لكنها دقائق سعادةٍ و لذةٍ
أجهضتني...
طردتني خارج الدفئ
لاأسمعني صارخاً :
لا أريد هذا الهواء النتن
لأراني كومة ً زرقاء عارية
تعاني عيباً نفسياً
من قبل أن تخلق...
أنا ما أخترت...
ما أخترت أمي ولا أبي
ما أخترت أسمي ولا لون عينيّ...
أنا ما أخترت ديني ولا وطني ...
أنا ما أخترت الحياة...
فماذا أقترفت؟
أنا مابكيت ,إلا لأنني أٌُرغمت
فهل هذا ما فعلت؟
أنا لا أريد شيئاً...
لا أريد إلا أن أجدني
لا أريد ,إلا أن أكسر ذلك القيد الوهمي
في يديَّ...
و أن ألمس المدفأة رغم التحذيرات
والزعيق و الأصوات...
حتى ولو حرقت أصابعي
أداوي بمفردي أوجاعي...
فاتركوني للصدفة والقدر
الذي أوجدني ...
فأنا أستطيع التفاهم معه
أستطيع ان أبسط سلطتي عليه
و أفرغ شحنة غضبي في وجهه
و ألعنه و أسبه...
كما أستطيع أن أعلق على ظهره
عيوب الناس جميعاً و عيوبي
أخطاء و آثام الناس جميعاً
و آثامي...!
أن أكون معه امرأةً أو رجلاً
فهذا لا يهمه...
أن أكون معه مجنونةً
و ألعب معه بكل الألعاب التي يفقه
و أفقه...
فاتركوني و شأني
اتركوني
و دعوني أختار
و كِلوني للريح
فهي ندٌ مناسبٌ لي...
مرةً ألفها بدفئي فتهدأ
و مرةً تلطمني فيهدأ غرور[/center]ي[/center][/size]